مقـــدمة
نعيش في العصر الحاضر نظاما عالميا قائما على التحرير المتناهي للأسواق و الفضاءات الاقتصادية و التبادلات التجارية والمالية و الخدماتية ، وعلى الاختراق المتواصل للخصوصيات و الحدود التجارية و السياسية ، وبالاتجاه نحو مزيد من التكريس لتنميط العالم وفق منظومة قيمة جديدة و نسق اقتصادي معولم لم يتخذ إطارا مرجعيا موحدا للمعايير و الآليات ، حيث فرضت الشروط الكونية مستجدات وإكراهات وتحديات لإصلاح النظم السياسية وفي الوقت نفسه خلقت المناخ الملائم لتفشي الفساد بمختلف أرجاء المعمورة . وقد كان ذلك مصاحبا لانهيار الاتحاد السوفيتي ومعه نظام القطبين ، ودعوة ” جورج بوش الأب ” عام 1991م بعد انتهاء حرب الخليج الثانية لنظام عالمي جديد أحادي القطبية ، حيث أصبحت دول العالم بوجه عام والوطن العربي خصوصا أكثر خضوعا واستلاما لتلك الاشتراطات ؛ وتزايدت الأمور حدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مما حدا بالوطن العربي والدول الإسلامية ؛ إلى المسارعة من أجل إيجاد آلية للتواصل و قناة الاتصال و التكيف وترتيب الأولويات خشية أن تتهم وتدرج بقائمة الدول الداعمة للإرهاب ، و أصبح مصطلح الإصلاح يتردد في الخطاب السياسي بصورة غير مسبوقة ، إلى جانب قضايا حقوق الإنسان وبررت دعوات الإصلاح بالاستجابة لضرورات الزمن و التحولات الدولية و الإقليمية على مختلف الأصعدة السياسية و الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية وإلى أن الانعزال لن يفضي إلا لمزيد من التفكك و الاضمحلال .
للاطلاع على البحث اضغط الرابط ادناه …
قراءة في الاصلاح والفساد د فائزة الباشا