ذكر التلفزيون المصري أن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية* عمر سليمان* قد أدى اليمين الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية.
وأصدر الرئيس حسني مبارك أمراً بتعيين سليمان البالغ من العمر74 عاماً نائباً له.
وكانت معلومات صحافية تدور حول نية مبارك بتعيين سليمان نائبًا للرئيس* وهو المنصب الشاغر منذ تولي الرئيس مبارك للحكم عام 1981.
وكثيرًا ما أشارت صحف ودبلوماسيون أجانب بأنه سيكون خليفة الرئيس مبارك لحكم مصر.
واستمر آلاف المحتجين المصريين يجوبون الشوارع بعد الساعة الرابعة مساء وهو الموعد الذي حددته السلطات لبدء سريان حظر التجول متحدين بذلك تحذير الجيش بأن كل من سيظل في الشوارع سيعرض نفسه للخطر.
وظل المحتجون في وسط القاهرة حيث تمركزت دبابات الجيش* وبقي المحتجون أيضا في شوارع الإسكندرية.
وقال شاهد عيان لرويترز من الإسكندرية* “لا يبدو الأمر كأنه حظر للتجول. يمكنني أن أرى الآلاف يسيرون بجانبي”.
ونقل التلفزيون المصري عن الجيش قوله في بيان اليوم السبت إن كل من ينتهك حظر التجول الذي فرض بعد احتجاجات مستمرة منذ أيام سيعرض نفسه للخطر.
دعا الجيش المصري السبت في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي المواطنين إلى حماية أنفسهم من أعمال النهب والتخريب التي تشهدها العديد من المدن المصرية منذ مساء الجمعة.
فقد دعا الجيش* الذي انتشر منذ مساء الجمعة في ثلاث مدن كبرى من بينها القاهرة* المواطنين إلى التصدي للمخربين وحماية مصالح الأمة وحماية أنفسهم.
كما دعا السكان إلى الالتزام بصرامة بقرار حظر التجول الذي مدد السبت ليصبح من الرابعة بعد الظهر إلى الثامنة صباحا محذرا بشدة من مخالفته.
واشتبك ألوف المحتجين مع الشرطة في مدينة الإسكندرية يوم السبت بعد أن تجاهل الرئيس حسني مبارك مطالب إنهاء حكمه المطلق المستمر منذ 30 عاما.
وقال شاهد عيان من رويترز إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في الإسكندرية* وتجمع المحتجون كذلك في ميدان رئيسي في العاصمة القاهرة في تحد لأوامر الجيش لهم بالتفرق.
واندلعت أحدث الاضطرابات مع تمسك مبارك بالسلطة بعد أن أقال حكومته في محاولة لتهدئة غضب المصريين الذين يشكون من الفقر والفساد والبطالة.
وأمر مبارك الجيش بالنزول إلى المدن* الخميس* وفرض حظرا للتجول في محاولة لإخماد الاحتجاجات.
مواصلة الاحتجاجات
ورغم سقوط عشرات القتلى يوم الجمعة قال مصريون إنهم سيواصلون الاحتجاجات حتى يرحل مبارك.
وقال سعد محمد وهو عامل لحام* كان ضمن نحو ألفي شخص تجمعوا في ميدان التحرير بالقاهرة “لا نطالب بتغيير الحكومة نريدهم جميعا أن يرحلوا ومبارك قبل الجميع.”
وامتدت تداعيات الاحتجاجات التي جاءت في أعقاب احتجاجات أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبل أسبوعين إلى مختلف أرجاء الشرق الأوسط حيث يمكن أن يواجه حكام آخرون ينفردون بالسلطة تحديات مماثلة.
وتناثر الحطام في القاهرة بعد أن شارك عشرات الألوف في مظاهرات تطالب بإنهاء حكم مبارك الذي بدأ قبل 30 عاما في تحول لم يسبق له مثيل للأحداث في الدولة المحكومة بقبضة قوية.
وكانت النيران ما زالت تشتعل في مبان حكومية منها مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم صباح يوم السبت بعد أن أضرم متظاهرون تحدوا حظر التجول النار فيها يوم الجمعة.
ووفقا لإحصاءات أجرتها وكالة رويترز قتل 74 شخصا عندما خاض المتظاهرون معارك كر وفر مع الشرطة التي استخدمت الطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع والهراوات.
وليست هناك بيانات رسمية* وقالت مصادر طبية أن 1030 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح في القاهرة وتندلع المزيد من الاحتجاجات في مختلف أرجاء البلاد ومن المتوقع أن تتزايد* وإلى جانب القاهرة والإسكندرية اندلعت اشتباكات كذلك في السويس.
ويشكو المتظاهرون وأكثرهم من الشبان والفقراء من سكان المدن والطلاب من القمع والفساد واليأس الاقتصادي في عهد مبارك الذي يتولى السلطة منذ 1981 بعد أن اغتال إسلاميون الرئيس السابق أنور السادات.
وظهر مبارك الذي ما زالت حكومته تسيطر على البلاد بقانون الطوارئ على شاشات التلفزيون في وقت متأخر مساء الجمعة مطالبا الجماهير بالتزام الهدوء وواعدا بالتصدي للمظالم.
وأقال الرئيس الحكومة لكنه أوضح أنه يعتزم البقاء في السلطة وأدان العنف* وحتى الآن لا تظهر قيادة واضحة للاحتجاجات أو منظمون لها حتى لو أراد مبارك إجراء حوار.
دعوة للرحيل
وعاد الناشط البارز محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عن عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مصر من أوروبا للانضمام للاحتجاجات* لكن كثيرا من المصريين يرون أنه لم يقض وقتا كافيا في البلاد.
وقال البرادعي في حديث لقناة فرانس 24 إن مبارك يجب أن يترك الحكم وأن تبدأ مرحلة انتقالية.
وقال إن هناك إجماع في مصر على أن هذا نظام دكتاتوري فشل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا* وأضاف أن البلاد بحاجة إلى بداية جديدة.
ومن جانبه طلب رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي في مداخلة مع قناة الجزيرة* اليوم السبت* من الرئيس المصري حسني مبارك التخلي عن حكم مصر والرحيل عنها.
وقال القرضاوي* الذي وصف مبارك بالحاكم الظالم والمستبد* “إن على مبارك أن يسير على خطى الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي”.
ومضى الشيخ موجهاً خطابه لمبارك:”ارحل يكفيك حكم 30 عاماً”.
وكان قد أفتى* وفقاً لمصادر إعلامية* بتحريم إطلاق الرصاص على المتظاهرين المصريين* بعد أن حيا الانتفاضة التي وصفها بـ “الانتفاضة المباركة للشعب المصري”.
وقال القرضاوي في فتواه* إن “أي شرطي يطلق النار على متظاهر لم يبدر منه ما يستحق القتل يعد مجرما وآثما”* وطالب رجال الشرطة بعدم الاستجابة لقادتهم”* وقال: “من يقول إنه عبد المأمور أقول له أنت عبد لله والقتل حرام”.
قورينا
المفضلات